هل أنت فعلا مستعد لتحقيق ما تطمح إليه؟


لعل أهم كلمة يمكن أن تتعلمها في طريقك نحو إبراز قدراتك الحقيقية هي الإستعداد. السؤال الذي يطرح نفسه دائما: ما هي درجة استعدادك لكي تجسد قدراتك وأحلامك وتصوراتك وتخيلاتك وقدراتك الخفية؟ ما هي درجة استعدادك لكي تجعل تلك الاشياء حقيقة في العالم المادي؟
عندما يقول أحدهم لقد جربت ما اقترحته فعلا وفكرت فيه وتصورته وكل ذلك ولم ينجح الأمر. أقول له دائما، ما هو الشيء الذي لم تكن على استعداد لتفعله؟ أين توقفت؟ لأن الحياة تجهز لنا الاختبارات، وهذه الاختبارات تحدث لك باستمرار وكذلك التحديات وكافة الاشياء التي تحدث لك باستمرار هي تحديات وفرص وهي موجودة لأنها بالضبط ما قدر ان يحدث لك، الكون كله متزامن بشكل متقن، كما يعمل في كماله الذي قدر له، عليك ان تلاحظ كل هذه الاحداث وكافة تلك الاشياء التي كنت ستحكم عليها بالفشل، جميع الاشياء التي ظننت أنها عقبات، وكافة الاحداث التي ظننت أنها مؤلمة أو مسببة للسعادة او جميلة، أيا كانت، جميعها كانت من المفترض ان تحدث، ليس هناك صدفة ولو عند اي مستوى دون ذري، ولو في أصغر الكواركات الموجودة في المجال دون الذري، كل له هدف محدد، وقد يبدو وكأن الامر فوضى لكنه ليس كذلك، وكذلك كل شيء يحدث لك في حياتك، تدبير الله نافذ، وتدبيرك أنت ليس كذلك، هذا ملخص عام، كن على استعداد للتواصل مع هذا التصميم العظيم، هذا التدبير الرائع، والاستعداد يشبه الطالب الجاهز للتعرف على الجديد، كأن يقول: سأستقصي هذا الامر، سأتفحص هذا، بدلا من يقول لقد جربت ولم أنجح، توقف وقل أنا مستعد الآن، مستعد لبذل جهد في ذلك؛ الطالب الجاهز للتعلم هو متعلم لديه استعداد، هذه الجاهزية وهذا الاستعداد للتفاعل مع ما يقابلك في حياتك والتحليق والتعامل معه، حتى على الرغم من سماعك لقصص قد يبدو بعضها مستحيلا بالنسبة لك، وإذا اردت ان تتعلق بالحقيقة التي تعرفها فقط وان تبقى هناك فلا بأس، ولكن لن يسمح لك ذلك بالارتقاء والدخول الى مستوى آخر اسميه مستوى السحر الحقيقي، وهذا ليس لأني على صواب وانت على خطأ، ليس لهذا علاقة بالصواب والخطأ.
يجب نسيان الكذبة الكبرى التي تقول أنك محدود، وأنك تتعلم الأشياء من خلال الشك والخوف، بل يتم من خلال الاستعداد.
لا أظن أن هناك كلمة أساسية أكبر من الاستعداد والجاهزية في قاموس كلماتك كله، كونك على استعداد لأن تجرب شيئا جديدا، أغلب الاشياء التي لا تنجح في حياتك كالعلاقة العاطفية، الافلاس، أو عدم النجاح في حياتك، حقيقة أنك لم تستطع ان تُكَوِّن فريقا، أو ان تنجح في الاختبار او مشكلة السمنة المفرطة، أغلب هذه الامور او جميعها تقريبا هي نتاج عدم استعدادك لأن تكون طالبا، إنه عدم الاستعداد ببساطة.
المدمن الذي يستمر في تعاطي المخدرات او الكحول او تدخين السجائر، ليس لأنه يفتقر لقوة الإرادة او لأنه ليس لديه القدرة او أنه في منزلة ادنى أيا كانت، إنه يتعلق بكونه غير مستعد، لذا يجب ان تفعل الامر بنفسك، في نهاية الامر يجب ان تكون على استعداد، والاستعداد لا يعني أنك جربته ولم تنجح او ان الامر كان شاقا جدا بالنسبة لك، ما تعنيه في تلك اللحظة هو أنك كنت على استعداد لفعل ذلك لمدة ساعة، لكنك لم تكن على استعداد لأن تؤدي جهد ساعة في دقيقة واحدة، بمعنى لم تكن على استعداد.

هل أنت فعلا مستعد لتحقيق ما تطمح إليه؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المقالات الاكثر مشاهدة

جميع الحقوق محفوظة © تطوير الذات

close

أكتب كلمة البحث...