كيف تزد من تقديرك لذتك؟

إن الكبرياء الجريح غالبا ما يكون هو المثير الحقيقي الذي يجعلنا نفقد هدوءنا. وفي بعض الاحيان يكون شعور الانسان بالخجل من نفسه في بعض المواقف هو " الضربة " الحقيقية التي توجه إلى تقديره و إجلاله لذاته. ربما يمكنك ان تتذكر مواقف معينة فقدت فيها السيطرة على اعصابك، على سبيل المثال، عندما:
ـ انتقدك أحد بسبب احدى نقاط ضعفك (سواء كان هذا الشخص منصفا او غير منصف) وخصوصا اذا حدث ذلك أمام الاخرين.
ـ يعرف الجميع عن خطأ ارتكبته او فشل منيت به.
ـ يواجهك أحد وبطريقة لا تخلو من اللوم بما يتمتع به شخص آخر من نقاط قوة أفضل مما لديك او بانجاز اعظم من انجازك.
ـ تلقي معاملة " من الدرجة الثانية " لأنك تنتمي الى الاقلية او ببساطة لمجرد أنك شخص طاعن في السن او بالغ الصغر او لأنك مفرط في الطول او البدانة او بالغ القصر او النحافة.

ربما لم تظهر غضبك بشكل مباشر في هذه المواقف (التي غالبا ما نصاب فيها بصدمة تفقدنا القدرة على الكلام)؛ ولكن قد تجد نفسك فيما بعد سريعا الى الغضب وبشكل مفرط في تعاملاتك مع أحد أصدقائك او مع أحد الغرباء.
وفي بعض الاحيان يكون الجرح الذي يصيب كبرياءنا أقل وضوحا رغم وجوده، حتى إننا قد لا ندرك بعقلنا الواعي أننا نشعر بهذا الجرح. فعندما أتأمل في الامر، أستطيع ان ارى ان السفر في ساعة الذروة هو من الاشياء التي تقلل من اعتزازي وتقديري لذاتي، بما فيها من تزاحم وتدافع يجعلنا نبدو كقطيع من الماشية تم شحنها في القطار. ولكن، عندما اصل الى وجهتي في آخر الامر وانا في حالة من الغضب والانفعال، ربما افسر سلوكي هذا على أساس أنه ' مجرد حالة بفسية سيئة أصابتني " او أنه بسبب " عادات الاخرين المثيرة للغضب".
وعندما تكون " الإهانة " شخصية بشكل كبير، فقد لا نواجهها لأننا لا نريد ان نصدق أنها امر واقع بالفعل. على سبيل المثال، بعد ترقية حصل عليها " سامر " في العمل مؤخرا، بدأ زملاؤه الذين يشعرون تجاهه بالحسد والغيرة، يتجنبونه في اوقات الغداء ولا يدعونه لتناوله معهم كما كان يحدث من قبل. ولكن بدلا من ان يرى هو سلوكهم هذا على أنه إهانة له، ظل يلتمس لهم الاعذار والمبررات، فجعل يقول لنفسه مثلا: " لابد انهم يعتقدون أنني مشغول للغاية"/ " كل ما في الامر أنهم لا يعرفون كيف يتعاملون مع هذا الوضع الجديد " / " ربما انا الذي لا أتعامل جيدا مع الموقف " ( رغم أنه منصف تماما في تعاملاته معهم كما أنهم ليس لديهم مشكلات في علاقاتهم بالاخرين).
والنتيجة أن " سامر" قد وجد نفسه وقد أصبح سريع الغضب والانفعال للغاية في تعاملاته مع زوجته وأولاده، دون أن يدرك أن كبرياءه الجريح كان هو المشكلة.
فإلى أي مدى يصل تقديرك لذاتك. مادمت ممن يفقدون هدوءهم فأؤكد لك ان تقديرك لذتك ليس كافيا. فالقليلون منا هم من يحسنون الظن بأنفسهم ويعتزون بها بشكل لا يعرف التردد في ظل هذا العالم الذي يواجهنا بصفة مستمرة بالمشاهير الذين يبدون لنا كما لو كانوا قد خلوا تماما من كل نقيصة أو سائبة.

زيادة تقديرك لذاتك على أساس منتظم سيجعلك أقل تأثرا بكثير في مواجهة كل لا ينتقص من كبريائك، كما أنها ستساند حقك في الدفاع عن كرامتك بطريقة بناءة وحاسمة.
كيف تزد من تقديرك لذتك؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المقالات الاكثر مشاهدة

جميع الحقوق محفوظة © تطوير الذات

close

أكتب كلمة البحث...